لماذا أُسِّست هذه المنصّة؟

لماذا أُسِّست هذه المنصّة؟

بدأت دراساتُ علمِ النفس في إطارِ الفكرِ الإسلامي سعيًا إلى الإجابة عن جملةٍ من الأسئلةِ الأساسية. وهذه الأسئلة هي:

بوصفنا مسلمين عاملين في مجالِ الصحّة النفسية، لِماذا ينبغي أن نهتمَّ بالفكرِ الإسلامي؟

هل توجد في التراث الإسلامي مدرسةٌ للعلاج النفسي، أم لا؟ وهل يمكن تأسيسُ واحدةٍ منها؟

ومع تَشكُّلِ الإجاباتِ عن هذه الأسئلةِ الأساسية، ظهرت أسئلةٌ جديدة. وهذه الأسئلة هي التالية:

·بصفتنا مسلمين نعمل في مجال الصحة النفسية، كيف نُعرِّفُ أنفسَنا؟

بأيِّ مصطلحاتٍ نُفسِّرُ مشكلاتِنا اليوميةَ، ومشاكلَنا الشخصيةَ، ونقاطَ العُسرِ؟

ما الأساليبُ العلاجيةُ أو التدخُّليةُ التي نُطبِّقُها على أنفسِنا أو على مَن حولَنا؟

إلى أيِّ حدٍّ ترتبط هذه التقنيات بعقيدتنا؟

هل يمكن أن نتصوّرَ تدخّلَ الإنسانِ في عالَمِه الذهنيّ بمعزلٍ عن القيمِ التي يؤمنُ بها؟

إنّنا نحملُ مسؤوليةَ التساءُل عمّا يمكن أن يكونَ قد قاله الدينُ الذي نؤمنُ به ونُصدّقُ بعقيدته حولَ العقلِ الإنسانيّ وسلوكِه، وما أثرُ ذلك في ممارساتنا اليومية. وقد تَشَكَّلَت إجاباتُنا لأنفسِنا، وكذلك الدافعُ الذي أطلق هذا المسار، انطلاقًا من هذه المسؤولية.

يمكن لكلِّ واحدٍ منّا أن يطرَحَ هذه الأسئلةَ بنفسِه. ونَظُنُّ أنّ كثيرين منكم قد مرّوا، أو يمرّون، أو سيَمرّون بعمليةٍ مشابهةٍ من خلال طرحِ هذه الأسئلة.

ومع هذه الجهودِ الفردية، فإنّ للسؤالين: «لِماذا نُنشِئُ منصّةً؟» و«لِماذا ينبغي لِمَن يطرَحُ هذه الأسئلة أن يلتقوا؟» جوابًا واضحًا، وهو: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا». ولذلك نعتقد أنّ بإمكاننا أن نصلَ إلى أجوبةِ هذه الأسئلة معًا في روحٍ من التضامن.

ونؤمن أنّنا قادرون على إنتاجِ معرفةٍ قيّمةٍ وقويّةٍ—مرّةً أخرى—جماعيًا. وإذا استطعنا أن نتعلّمَ كيف نُغيّر حياتَنا نحنُ أوّلًا، وأن نفعلَ ذلك بروحٍ من العملِ المشترك، فحينها سنستطيع أن نكونَ نافعين لغيرنا أيضًا.

ولأجلِ أن نلتقي، ولِئلّا يَختبرَ الطلّابُ الجُدُد ما عِشناه نحنُ من نواقصَ في أيّامِ الدِّراسة، احتجْنا إلى إنشاء منصّةٍ تكونُ بمثابةِ بابٍ لهم. وهكذا تأسّسَ «منصّةُ علم النفس في الفكر الإسلامي» بهذه الأسئلةِ والجهودِ والنيّات.